الخميس، 22 يوليو 2010

الملك والطبيب





تقول القصة ان ملكا كان يحكم مدينة من قديم الزمن
وكان هذا الملك معروف بقسوته وشدته و افتراءه وعدم سماعه لنصائح من حوله وفى يوما من الأيام أصابه جرحا فى يده فاستدعى طبيبه الخاص الذي كان يصطحبه فى كل مكان يذهب اليه تحسبا لاى شيئا يحدث وعندما أتى له طبيبه قال له لا علاج لها وستذهب مع الأيام ولعله خير فغضب الملك وقال كيف تقول لى وأنا مجروح والجرح يألمنى انه خير انت تتمنى لي الألم والشر أذن فأنت خائن وأمر بسجنه ودخل الطبيب السجن وأول كلمة قالها عند سجنه (لعله خيرا) وقد استغرب جدا الملك من إصراره على ترديد هذه الكلمة وبعد مرور بعض الأيام قرر الملك أن يخرج فى رحلة صيد فى مكان بعيد عن مملكته وبالفعل ذهب ومعه بعضا من حاشيته و وصل لمكان يعيش فيه قبيلة من اكلى لحوم البشر دون يعلمون وحاصرتهم هذا القبيلة واستولت على كل ما يحملون من مال و ذهب وأدوات الصيد والطعام وكانت هذا القبيلة تعبد الاصنام ومن مناسك دينهم أنهم كانوا يقدمون يوميا قرابين على هيئة لحم بشرى للصنم الذى يعبدوهم ذبحوا جميع الحاشية المرافقين للملك وقد جاء الدور على الملك ومن شروط تقديم القرابين ان تكون الضحية سليمة لا يعيبها شئ وقد نظر قائد القبيلة لجسم الملك فوجد هذا الجرح فى يده فعفا عنه وأطلق سراحه وفى طريق العودة للملك تذكر كلام طبيبه عندما قال له (لعله خيرا) فعاد إلى مملكته واخرج طبيبه من السجن وحكي له القصة .. وسأله هل هذا علم بالغيب أم تنبؤ فقد كان يظن انه ساحر او دجال فقال له الطبيب لا هو سحر ولا تنبؤ ولكنه إيمان بقضاء وقدر الله فلو كان ليس بيدك جرحا لذبحوك كما ذبحوا بقية الحاشية ولكنت ضحية مثلك مثلهم ولو كنت لم تسجنني لكنت ذهبت معك وقدموني قربانا لانى سليم ولا يوجد بى عيب الآن عرفت السر .. في كلمة (لعله خير )
-------------------------------------------------------------

والآن بعد ان انتهت القصة .. فلنأخذ منها عبرة وهى الإيمان بقضاء وقدر الله فلا تحزن إن أصابك شيئا لا يرضيك أو لا يعجبك فقد يكون خيرا وما بكاك إلا ليسعدك ويفرجها عليك بعد ذلك ولا احد منا يعلم أين الخير ولا تحكم على اى شئ لمجرد انك متشائم فان التشاؤم ليس من الإسلام وأخلاقه بشئ ولا تقول أنا اعلم ما سيحدث لان مهما وصل علمك فهو ناقص .. فهو العلى العظيم وقد قال الله تعالى (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لاتعلمون ) 216 ..البقرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ميسي @@